دعاء المغلولين

يعيش مبارك ألف عام
محمى من الموت الزؤام
ومن العَتَه ومن الفصام
من الكساح ومن الزكام
ومن الجرب ومن العجَز
ومن الجذام
عاش مستقيم
ومستديم ومستدام
فى ظل ورعاية المدام
لحين يرجّع للوطن
وجهه لأمام
يغسل له جسده
من العفونة والسخام
يوصله لمجده القديم
يفك عن بطنه الحزام

يعيش مبارك ألف عام
اشمعنى بورقيبه
وكيم إيل سونج
والمخفى فرانكو
والا أبو الهمّ وسخام
اشمعنى هوّ ؟! بتنكروا فضله
على حفظ النظام
م البهدلة والحاقدين
والمدمنين سقط الكلام
من ربع قرنينْ
أو يزيد شغّال تمام

آمون مبارك خطوته
ومراعى زنقة أزمته
يحميه من السم الخفى فى لقمته
يرقيه من الكدب
اللى بتدسه الغباوة فى كلمته
ينْجيه من الغدْر
اللى فى عيون اللى عايزين يورثوه
ومن اللى عايزين بالحيَا
فى قلّة حياء يكفنوه
الناكرين فضل القمر
وبالظلام بيتهموه
العاجزين عن الغرام
وبالغوايه يظلموه
المنكرين الشمس
عاجزين م العمى أن يلمحوه
مش مدركين أنه مازال
هوّ الوحيد هو الأحد
بالعشرة عافق دفة المركب
بقوة القدر
ملئ السّمَع والشم
والذوق والبصر
ملاح فى بحر رهيب خطر
ما يدركوه
فارد شراع مصر
اللى قبله قطعوه
فلاح خطاويه ع الصحارى
ولا المطر
خضّر صحور سينا
ومارينا وتوشكا
ياما بالفراولة والجزر
وصّل لشرم الشيخ
مجارى من عسل ترعة دموه
يا خلق هووه
يا موتى اصحوا وحدوه
وادعو معايا لربنا بحق اليتامى
وبحق من فرق الحلال من الحرام
يفضل باروكه لمصرنا ماركة ودليل
زى الهرم وأبو قير
وجبل الطور ونهر النيل
ما فيش زيّه ولا غيره بديل
قابض ع الجمرة ما يفلتش اللجام
يحمى المراكب م الغرق
وقطورة السكة الحديد
من الحريق ومن الصدام
يرُمّ عضم المكسورين النفس
باللقمة الطرية والحمام
ويهد حيل الطماعين
ببنوك وشورى واحترام
إحنا قرَشنا ملحتُه
ودقنا مر قرفته
تهنا فى سراديب حكمته
وحفظنا تقاطيع طلعته
حتى آمنا من قلوبنا إنه خير من قِلّتُه
فوقوا وحسّوا يا غَجر
عجز البشر عن التمام
مع أن إنّه من خيار خير البشر
نَفَسُه فى نبض الأرض فى عروق الحجر
يسرى بإكسير السلام

يعيش مبارك ألف عام
لحد ما يرتاح جميع المتعبين من التعب
يشفى جميع المرضى من الأمراض
يساراً أو يمين من الغضب
يرتب الفوضى على شرع النظام
يظبط الفلتان وينعقد الديوان
شى الله يا أهل الله
وبركة حصانته
ترجع الهربان بأموال البنوك
يتعلم البرسيم معاشرة الهالوك
يرتاح قليل الأصل
تتلضم السلوك
يُشطف تاريخ مصر الملوك
م الجرسة والهذيان وإدمان الشكوك
يحتاروا فيه
يتعجبوا أعاديه
ويشتوا حساده الهوام
بفضل سحر وعبقرية
القرايب والحبايب والمدام..
السهرانين يرتبوا الصدفه لأولاده وأحفاده
إلى يوم القيام
يعيش مبارك ألف عام
*
* ما عادش غير النّفاية تلغْو صوافيها
على دق طبل الختام وفيها لأخفيها
لكل واحد خطيّة حمْل على كتفُه
أعمى ومن كتر همّه
بيقرا خطه فى كفّه
إنشل جدر الشجر
الخوف رَبَك صفه
النيل عجوز عاجز حزين على نفسُه
والميه حتى السم مابتفوتش على عطشان
كان حلمك إيه يا خلفة الأحزان ؟
ماتت فهيمة وطفلها فى بطنها
لجل الضيوف يشبعوا ويستكفو
يوم ما خرجت كسير من الزنزان
....
يا ريتنى قلت الشهادة
كنت أخلّص نفسى
خدعنى طبعى الملاوع قالها أبو العريف
أو قول مزاجى الشريف
ما عرفتش الأيام كورق الخريف
بتموت على غصنها حين تدبل الأحلام
كان لِسّه إيه فى جرابك تنسى بيه طبعك
والا تطاوع مطامعك
ولسّه مين من صحابك ناسى ح يطاوعك
الخطوة بينكم ما كانتش عمار
الغدر فرّخ طيوره جوّه حوش الدار
الضعف صاحب القرار
والحزن ألزم له التزام الصمت
الشعر خان الريف وبلّغ فرار
وأنت بخيابْته التزمت
لما سكرت بخمر لاستقرار
وفات الوقت
هبت رياح الخريف
هيا أشربوا من كيعانكم نخب الاستعمار
ياللى عيونكم غفولة عن ملامحها
من أجل الاستمرار
عقولكم سرق الجهل مفاتيحها
ماكانش عنده الحجّة يسامحها
على عفة الثوار من كتر فضايحها
على غلطة منذ البداية فايحة روايحها
.....
السيف على رقاب الجميع بتّار
مهمن يطول لانتظار
ما باقى غيرها النهاية
واضحة خوافيها فى أنياب جوارحها
ما فاتْش ليكو سوى نفاية
تلغْوصوا فيها
وتخلطوا حزنها برزيل تفاريحها
وتخربشوا للتاريخ والذكرى أساميكم
على اللى باقى من هديم الجوار
إيه جرى يا شعبى إيه

سيبْتوا الوطن يتْقل نومُه
وسهرتوا بتغازلو نجومه
ركب اللى ما يسوى ضهوركم
وساقكو .. عومتوا على عومه
*
جرى لكو إيه يا أولاد بمبَة
ياللى فقعتوا الخوف زومبة
أيام ما كان درب شكمبَة
بيقلّع الوالى هدومه
*
ياللى أسَرْتُم مرّة لويس
وبرمْتم الأتراك قراطيس
وكنتو حين يحكم إبليس
تدوّقوه لسعة سومُه
*
جرى لكو إيه صيرتو تنابل
سايقكو على حبل شناكل
ساقيكم المرّ جرادل
تتكرّعوا فولُه وتومُه
*
فين الكرامة يا قُصر الملّ
قيمتكو يوم عن يوم بتْقل
والمخ بقى محتاج مَنافل
بيْذِل يعزف تقاسيمُه
*
خمْسين سنة طاعة بإخلاص
لكل ناقص دين خباص
نفاكو برّة العصر خلاص
أسرى تفاهة مفاهيمُه
*
ح تروحوا فين هذا قدركم
ما دم رضيتوا يوْرثكم
بقى حقّه لابنه يَورِّثكم
وكل شعب بمهازيُمه
*
إنتو ارتضيتو الجهل قانون
تتدّحرجوا على بعض لمون
خَلَف سَلَف مكروب مطحون
لا يقين قوى ع الواد ميمو
*
ومعسّلَة قوى يا بطاطا
الحكم محتاج لقلاطة
وطناش سياسة وعباطة
جديدُه يشفَع له قديمُة
*

الصّحفجية الأكابر

قال لك إيه؟ قلت له آه
هيكل قال والحق معاه
كل تاريخ الناس انتيكة
مين زيّى الدفتر ويّاه
اللى بتكسب به ألعب به
وأمشى بالأستيكة وراه
دايماً فيه غلطةْ بولتيكا
الشاطر يبرُمها معاه
مين فاكر أو مين بيذاكر
دانت عشاك تصبح تنساه
كنا زمان صحفيّة تسوّل
لكن أمرا ما شاء الله
مين فى الزحمة يوصل أوّل
حظى ضرب أنا نلت رضاه
صرت أمين أسرار الوالى
على كيفى أبرطع فى حماه
بشطارتى ظبّطت له موجته
لو سكنّى أصرخ الله
بمزاجنا كتبنا على كيفه
وياما شطبنا اللى كتبناه
ع الشعرة نحفّف له حواجبه
بالذرة نجهزله غداه
مْلك يمينُه لما يأشرّ
ملَك شماله لو قال .. حاه
لو يغضب طرقعنا صوابه
وإذا يرضى لبينا نداه
يوم يزعل كنا نعيط له
وإن زرجن طيرْنا فى سماه
لكن لماّ الزمن أتغيّر
وركب ضلّه رقصنا معاه



طق حَنَك

كل يوم ترْغى كلام
وتعايرنا مين بيسْمع
طب سمِعْنا يا هُمَام
إيه بقْى فيه اللى ينفع
يا مناضل ميت لسان
ياللى طول اليوم بتنْخع
هُسّ حبّه وخُش نام
قبل ما ودانى تفرقع
اللى زيّك زيت وعام
وعَمل مُلسِن ومجدع
يوم ما ح يسيح اللّحام
هوّه أوّل من يفلْسع
*
رباعيات وربع

* نصّ البلد عسْكر على نصّها
ولصّها سمْسَر فى ديك أمها
ولأنه عايش على نشف ريقها
ح يموت عافقها من رغيف همّها
**
لو جنّه ؟ أهرب وأتّقى شرها
*
* ما هو أنت لو فرْعون وأبوك منقرع
زى الملوك يا تكون جبان يا جدع
وما كانش تاجك يبقى نكته عليك
ونعيش نخمّن فيك ونضرب ودع
**
ويقولوا ماركة لنوع جديد مُختَرع
*
* يا سجن يا أبو حديدة صلب وحجارة
يا هيلمان الكآبة سلطة وإدارة
من عضمى لسه طرى ما قدرت تغلبنى
واللى بشومك ضربنى راح فى خرارة
**
أكمن ذمّة ضميره يبيعها بسجارة
*
* فجأة ـ رجعت للزنزانة لا نفرادى
ما كانتش برحَة وشرحة زى الماضى
أصل اللى مسّخ قِرْفة الأيام
حسّرنى حسرةْ موت على بلادى
**
لما حرمنى الضحكة ويّا أولادى
*
* نبيل وهوَّه النبيل الأصل والإحساس
غنى بحب البشر . ترياق جرَاح وَنّاس
موصوف أمل بالشفا لليائس المهموم..
ضمان أمان م الهموم قلبُه وتر حسّاس
**
مصرى الطباع والأدب بلْسم شفاء للناس
*
* يا دى الصباح اللى بيبشرنى بهزيمته
صبّحنى باللى أما نمت . حلمت بجريمته
أفلام وأخبار جرايد كلها تأليفه
جهلُه غمَرنى بتخاريفه ـ فصدّقته
**
مدمن أنا؟ واللى دمّى معكّراه سيرتُه!
*
أنا مصر الماضى
أنا مصر المستقبل


يا بتوع سياسات مصر المستقبل
أنا مصر الماضى
رغم الحال الحالى اللى بيقهرنى
ورأس المال اللى غرضه يكسرنى
ويحسّرنى على عمرى اللى غصبن عنى
سرقوه منى
أنا متوازن راضى
منكم مين ح يزمّ شفايفه
من قرفه
ويقول عنى أهبل وجبلّة
ومنكم مين راح يتذكر لى
أو ح يفكر لى
فى هتيكة أو ذلّة
أو يتهمنى بعلة
هذا شئ عادى
حتى لو قلتو معادى
ح أسمع شتمتى بوْ دانى
وأنا هادى
علشان إحنا وصلنا لعصر التحليل التخمين
والقلب المانفلّة
والعقل الميلامين
اللى بيتنفس فيه الصفوة المساكين
ربْو ثقافة التلسين
عايشين على هبو نميمة الشلّة
بيميّسوا على بعضيهم وعليّه بالمخ الفاضى
والفكر المتراضى
اللى فقد الدهشة
واللى بيشوف الأغرب والأعجب
شئ عادى
ياللى فاكرين نفسكو مصر المستقبل
أنا مصر الماضى
أيام ما كانت ـ شغّيلة ومواويل
صفصاف وبنات بكر وطلبه ونيل
أيام ما كانت نقابات
ومظاهرات وتلامذة وجامعات
فلاحين وأراضى
رايات بتهز القلب أما ترفرف
رياح حرة ونسايم لما تهفهف
وعواصف حين تغضب ـ أعاصير
تقلب أمواج السطح الهادى
ياللى بترسمو سياسات المستقبل
وملامح مصر الجاية بكلام وحروف
وقلوبكم أسرى تباريح الخوف
علشان مش شايفين حقيقتها
ولا شامّين ريحة جنّتها
مصر يا أصحاب الهمة
يا قلالات الحيل والذمة
مصر اللى نتفتوا جناحتها
بتنزف من ساعة ( يونيه ) جراحاتها
مش لاحقة تدفن أمواتها
ناسية أسامى أولادها
ملهيّة عن عرض بناتها
بتخرف
واقعة فى أرابيز المازوكى المتلوف
بايته فى حضن اللص السادى
عاجزة مش قادرة تتصرف
طول اليوم بتجعّر
طول الليل بتهنكر
تكدب أول ما تقول لك بأعرف
تتعتّر وتقول لى بأشوف
عينها مكسورة
نفسها مقهورة
أحوالها تقرّف
من يوم ما وقعت فى شبك الجهل الميرى
تتباهى بالكومبارس
تحفظ قواميس الهمبكة والكورة
زى الفرخة الدايخة تفرفر
تزحف فى الطين كنّها بترفرف
تشرب مية بول المصرف ـ تسكر
تظهر فى جرايد السلطان بالألوان
لابسه بيير كاردان
ملفوفة فى السيلوفان
ضحكتها شارخة شدقها حتى لوْدان
عاملة ـ كإنها ـ ياما هنا ياما هناك
واقف جنبها هذا أو ذاك ـ
عامل ابنها ـ قرفان
العايق ـ ابن أمه وأبوه
مغرّق نفسه ومغرقها ف برميل بارفان
علشان تطلع حلوة معاه فى الصورة
مع أنها صبحت زى الفتّه البايتة
من كتر ما شربت مقهورة سم رجال الأعمال
أكلتها العتّة
من غير فلاحين
فى بطن كفوفهم بلسم عرق الطين
ويا عينى من غير عمّال
الخوف صايبها فى مقتل
فَلا عادت فاكره الماضى
ولا شايفة بشاير مستقبل
معادلة صعبة

دايماً تتكلم عنى
تعلن حبك موتك فيّه
تنطق اسمى ف حنّية
تلعن أم الحراميّة اللى سرقونى
تكشف لَوَع البشوات اللى احتقرونى
والظباط اللى هرسوني
مقالاتك كلها عنى
تحضر كل المؤتمرات ـ بدلاً منّى
وعلى الشاشات تبتسّم لى تطمّنّى
وأنا مُش طايلك
نفسى .. لا مؤاخذة أقابلك
أتشكرلك
يا أديب
يا أمير .. يا مثقف
نفسى أتشرف بك
وأسلم بإيديّه عليك لكن خايف
علشان عارف إن أنا مش قدك
أنا فسْل هفية
ملهى على أم عينية
بأحسبها بالخطوة وبالمليم
عايش فى الضلمة
مرعوب من وصل النور
وأنت ليلاتى منّور
فى الفضائيات
والأرضيّات والمحور ودريم
محموق بتدافع عننا يا مظاليم
يا عظيم أنت
يا أبو قلب أبيض وسليم
بس أسمح لى يا حكيم ـ لا مؤاخذه
إزاى أنت عارفنى وعارف
إن الزمن العرص قارفنى
وشبك الفقر عافقنى
شانقنى
والقهر كاسر ضهرى خانقنى
والعوزة حوالين بعضي بتلفلفنى
على أكل العيش بتشحتفنى
والأسعار نارها بتحرقنى
وكل ده من غير ما تشوفنى

فأعمل معروف لا تخذلنى صدقنى
فكر مرّة وتعالى قابلنى


وحياة أمى وأمك
لو أعرف سكة لك لأجيلك
بس الأجمل والأسهل إنّها تيجى منك
ذاك لأنك فين ما ح تبص
أكيد ح تشوفنى
يا مشموط على سلم عربية
مصلوب فى طابور الفرن أو الجمعية
مخطوف فى عربية تراحيل
متدبس فى قضية
يا معجون جوه ميكروباصات
إمبابة أو السبتية
مدفوس فى طرقة كشف التأمين الصحى
أو فى كافة استقبالات المستشفيات الحكومية
مدووش فى كل أسواق الكانتو بيفاصْلُم فيّه
ملخوم مش عارف أعدى الشارع وسط العربيات
مكسور النفس فى جامع
بيوزع ع الخلق عيدية
ملووح من كف أمين شرطة ف دورية
مكروش لجل الحق طبق الفول والطعمية
مطحون فى عيد الكحك
مسلوخ فى عيد اللحمة
متبحتر بينات لأعياد ـ
الرسمية والدينية والشعبية
مدبوح قدام أولادى ـ
المحتاجين لدروس خصوصية
مذلول قدام المكتب ـ أيها مكتب
فى أى إدارة من إدارات القهر
ولمّ الفرْدَة الحكومية
شفت إزاى سهلة ـ صدقنى ـ
خطوة لكن ضرورية
وإلاّ مش راح تلحقنى
حتى لو كنت سابقنى أنا ع الآخر
قهر الدنيا محصّل دقنى
روحى ف مناخيرى
من أول يوم فى الشهر بتطلع زرازيرى
وعلى آخر يوم منه
بتبقى رجلى والقبر
ح أموت من غيرك
وأنت لا مؤاخذة تتوه من غيرى


صلاة ريفيّة فى غرفة الإنعاش

وحدك بتخوضى معركة العمر اليائس
من غير فدائيين ومريدبن وفوارس
الجسد المنهك ساحة ميدان معركة مهجورة
انتهكت فيها كل المعايير البشرية
ومازال رافع الراية بيستنى وعد الأسطورة
رغم هروب العسكر مذعورةوجفاف النهر البائس
فى رمل سراب الأمل الربانى
تحت سماء الصحراء الحلم المر
***
وحدك يا نجلاء زى الوطن المسكين
أيتام على حد السكين
حتى النسمة بتنهش حيّةفى اللحم الحى
المندور للموت من عز طفولته
محكوم بالخوف
بيوسّع سكة للرعب الجاىّ
***
أسراب النمل الكيماوى الوحشى
زاحف بضراوة وإصرارينهش فى الكبد
وينشف فى الشرايين
فى صمت الأندال السفاحين
المخفيّة وجوههم ورا أقنعة إنسانية
يتسلل فى تلصص بيمصّ عروقك
يخدعنا بأنابيب وسرنجات
متنكر فى ثياب بيضاء على شكل ملايكة
بيرطن بلسان التجار والخواجات
يفتى ف كل تخصص يلهب بالكدب حروقك
وبكل تعالى وتفانى ينفّذ خطط الفشل الوطنى
وهزيمة المصريين
***


وأنا عاجز قدام مماليك الترك
وفرَامانات الفيروس
ولوايح الغدر السرطانى
وأكياس الدم المتلوّث
بملوعيونى شايف قواتك
راجعة من برية سينا المنتهكة أشلاء
بدون أى غطاء جوّى
أو جرعة ماء
أتحامى بخيالات الماضى
أحاول أحفظ أسماء الشهداء
كفوفى ما تلحقش
طيارات الغدر الخاين ما بترحمش
بتدفن فى الرمل الجمر المتفحّم
أبو ليدة المدهش وبكل الغل بتجمع فرافيت الدب الكسلان و حسن قرن الفول
و ريحانة و مرجانة و مشمش و أبو على
و القرد و بنت السلطان ولا بتفرّقش
ما بين أحلام الأنس وهفوات الجان
الجيش المنصور كان خيالات من قطن وقش
م الضربة الأولى سلمو
إيمانى الريفى ما حّوقش


كافة سكك العتبة الخضرا مسدودة
ببتوع الخردة وخطب الكاسيت العدوانى
والأنفاس الباقية باتت محدودة
ولا تفرّحش
مش قادرة تجمّع صرخة حزن أخيرة
فى شهقة راحة
تبعت بيها رسالة رفض على استحياء
كل مداخل وساحات الوطن المهزوم
جرداء
مهدودة
أستولى عليها الباعة الجوالين
تجار البالة
ولصوص الأعضاء
أساتذة تحليل الدم
وأساتيذ تحليل الأنباء
النصّابين
بشوات الهلع الجنسى
وشواذ الجشع الحسى
البهوات
حضرات البياعين
الخارجين من أرقى بُورَصْ العلم
والفنانين
والشعرا الخونة
سماسرة خطط السلم


المأجورين لصياغة روشتات الأغوات
أطبّا الجهل السعداء بالفرص الذهبية
لبطولة الفيلم
هزيمة يونيه السابع والستين
الهايجة بنى آدمين فى طرقات المستشفى الميرى
دهماء غوغاءمن أبناء المقهورين التعساء
بيدقوا طبول الموت
ويدسوا السم لأطفالهم فى عصير التوت
***
وأنتى ما بين الدور الرابع والأنعاش
لساكي بتقاومى
كأن العالم يستاهل
بتقاوحى القلب المتآكل
والنفس المتهالك
...وكأن الشبابيك المفتوحةلساها بتشوف ـ مصر
بجد
والشعر مازال بيلاقى صور وحروف بالساه
لوكأن الإنسان اللى لسة ف قلبه ذرة إيمان بالنصر
مش ميت خوف م النبأ العاجل
تايه فى ظلام الصمت المتواطئ
فى سراديب الحق الضايع بيماطل ويجادل
ويحاول يتحامى فى تقاليع الماضى
بحواديت الإيمان
فى أمل الغفران
فى تقاليد الموت العادى السهل
البخلان بالحزن الإنسانى عليّه
حارمنى من راحة الجهل
مستكتر طعم الرحمة على بلادى
وأولادى
مصمم يهزمنا جميعاً ونهائياً
عاطل على باطل
على أقلّن من مهله ولآخر حد
وكأننا مازلنا أحياء على رجلينا
ماشيين على نغمة أغانينا
بنحب ونعشق
لسه وبنحس تراب هذا الوطن
المغدور القاتل